بـشـيــر

لقد قررت … سأدخل عليه على الفور … سأتناسى جلباب الضيوف الأسواني الذي دائما ما يجلبوه قصيرا و كأنى أطول من أنجبت العبابدة ، سأتجاهل فرق شعرى الأيسر الذى يظهرني وقورا و أكبر سنا … و حتما لن أدخل عليه بقميصى الكاروهات و بنطالى الكتان الذى رشحهم من قبل حتى أظهر كأفندى متعلم يفتخر به أمام أصدقائه.

فقط سآخذ نفسا عميقا محاولا رفع بنطلونى الجينز الساقط دوما كاشفا عن ملابسى الداخلية ليصبح متسقا مع التيشيرت الأسود الذى يحمل ما لايقل عن الثلاثة كيلوات من الكلمات البذيئة بلغة إنجليزية أعرف انه لا يستطيع قراءتها.
 تختفى كل المتغيرات و تبقى حقيقة واحدة ثابته اننى امامه و اننى و بكل غباء نسيت الاستئذان قبل الدخول ، تتلقفنى عيناه بمزيج من الترحاب و الحب و الغضب المشرب ببعض الحنان ، كالمجذوب أجد شفتاى تقبل يديه متعمدا لمس ذلك العرق النافر دوما .. أكرر القبلة عله يغفر عدم استئذاني ، يعتصر ذراعى ليجلسنى بجواره ... اتذكر كفه القوى و هو يرفعنى فى الهواء  و نحن نلهو سويا فى تراس شقته الكبيرة بعمارة الزيتون لا يشاركنى فى حبه و حنانه و قوالب الشيكولاتة و عربات السباق الصغيرة سوى أحمد الذى سرعان ما ستتبدل لهجة كلامه معى مستقبلا - لأكتشف انه عمى - متناسيا إننا في نفس العمر و انه كان دائم الصراخ طلبا للشيكولاتة خاصتي
جلوووب  اممممممم ... جلووووب   امممممممممم
لم أعرف يوما شخصا يعشق شاى العصارى مثله ، براد أبيض أنيق انفجرت على سطحه خيوط زرقاء ناعمة أراقب تناغمها و ما تصنعه من أشكال تخيلية بعشوائيتها المقصودة ، محاطة بصف واحد من الأكواب اللامعة المرصوصه بإنتظام إلا واحدا أختار ان يحمل على عاتقه أعواد النعناع الرطبة منتظرا لمزاج سيده ، صينية ألومونيوم لامعة تشرح فى بساطه ما قام به جماعة البيت من مجهود شاق طوال النهار فى دعك الموعيين.

لم أنتبه .. متى إنصرف الجميع ؟ و هل انا وحدى معه صامتا كل هذه المدة ؟ ينتشلنى من الحيرة بابتسامة أعرف معها إنه يعرف ماذا يحدث داخل ذلك العقل الذى أعتبره كبيرا و عبقريا فى بعض الأحيان، أحقا ربت على كتفى أم ان ابتسامته قامت بذلك الفعل الحنون ؟ هل يعرف إننى اعشق التربيت على الكتف ؟
فى الماضى بحت بهذا السر لإحدى صديقاتى، وقتها كنت بالجامعة أعاشر و أصادق الجميع .. صيده أمتع من أكله ... هكذا كنت أقول و لكن الصيد لا يربت على كتف الصياد،و تلك كانت معاناتى
جلوووووووب أممممممممممممم .. جلووووووووووب أممممممممم

شاى .. إبتسامات هادئة .. نظرات حائرة .. صور قديمة معلقة على الحائط .. أطراف كليم على الارضية ممزقة بعناية و تنظيم .. رسومات لورد بلدى على كسوة الكنب .. انعكاس الضوء القادم عبر النافذة الكبيرة على الصينية اللامعة .. خفوت الإضائة الجانبية تدريجيا .. زووم أووووت لمنتصف المسرح ... ستااااار

تعليقات

  1. والله والقلم جرى فى إيدينا.. كنت عاوز اقولك سلامتك.. بس نفسى ما جابتنيش.. انما العشرة بنت الحرام جابتنى

    ردحذف
  2. للأسف نجستلى البوست

    ردحذف
  3. غير معرف5/21/2012 12:57:00 م

    كنت ببعبص كعادتي ورجليا جابتني هنا تاني، انا بحب التدوينة دي فشخ علي فكرة، قريتها أول ما كتبتها ولسه فاكرها لغاية لوقتي.
    وبالصدفة البحته النهارده ذكري مرور سنتين علي كتاتها.
    شوف القدر يا شيخ !.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة