ناس الغيوان .. العربى باطما .. أنا

مجذوب ..  أنا بالأساس مؤمن بتناسخ الأرواح .. هل جربت يوما أن تلتقى بنفسك ؟؟ بروحك ؟؟ أن تستمع إليها وتقرأ لها وعنها ؟؟  .. إسلوبك .. كلماتك .. شكلك .. زهدك .. جنونك ..  أحلامك .. كل كل شىء .. هو أنت .. لا شك فى ذلك

سَرَّجْ عْذَابـِي حْجَـرْ الْجَلْمــُودْ
وُرْكَبْتْ لَثْـلُوجْ فْعَرْقِي وُمَا نَبْغِيهــا
الذَّنْبْ دَارْنِـي كِيـفْ الْقَنْـفُـــودْ
كَاحَـزْ فٍي الأَرْضْ، وُبَاغِي يَخْلِيهَـا
عَشْـتْ حْيَـاتِي فِي بَـابْ مَسْـدُودْ
بِيَّنْ لِي اُبْوَابَكْ يَا الغَافِرْ لا تَخْفِيــها

هل جربت وبمحض صدفة، سلسلة أحداث قدرية .. عفوية .. مركبة .. صعب ان تتبع لها مسارا إنسانيا مقبولا ولا تحكمه قوى الطبيعة المعروفة .. يتحكم فى جدلية كيف تعمل هذه الأشياء؟.. ترمى بك إلى (نهاية - بداية) السكة .. أنت لا تعلم ماهو قادم .. فقط مرتااااح .. شهييييق .. زفيييير .. مصحوب بتغميضة عين .. مسحة باليد اليمنى على محيط الصدر .. ثم زفرة وإبتسامة  .. إحساس الرضي بسيط .. هه؟

أغمض عينى أنتقل بالزمان والمكان إلى ساحة جامع الفناء بمراكش .. إلى الإحساس الرطب على رصيف متهالك فى شوارع المدينة لقديمة بكازا .. إلى "حلقة الباطمة" خاصتى .. أمارس "الجذبة" بكل متعة ورضا .. لا يشغلنى إلا إشباع ذاتى المجذوبة مسبقا

فى كتاب الألم صفحة 30 يكتب عن إختناق السمكة  فى لحظات الخروج من بيئتها الطبيعية لتهدى الخير لصياد
في إحدى حفلات ناس الغيوان …كنت أغني موال .. من المحال 
مَنْ الْمُحَالْ أَقَلْبِي بَاشْ تنْساهْ
مَنْ الْمُحَالْ أَقَلْبِي وانْتَ تَهْواهْ
يَاكْ أَقَلْبِي جِيتْ اغْرِيبْ
يَاكْ أَقَلْبِي مَنْ بْلادْ بْعِيدَةْ
يَاكْ أَقلْبِي هَجَرْتْ لُوطانْ
يَاكْ أَقلْبي وبْلادي لْعْزيزَةْ
الريحْ والسْحابْ ارْشاتْ
الغيم ظلّم عْلِيّا
لْحْبابْ كَاعْ كْفَاتْ
بْقِيتْ فْريدْ والعَمْدَةْ عليَّا
وفي كلمتي الريح الريح والسحاب ..كان عَليَّ – بالنسبة للحن – أن أطيل فيها ، وأن لا أتنفس إلا بعد الجملة الموسيقية .. فأحسست برئتي يلتقي باطنها أو تجويفها . وشعرت كأن تيارا كهربائيا مر بجسمي. كما أنه عندما أردت إرجاع التنفس لم أقدر ، وبعد جهد جهيد تنفست.. لما أنهينا العرض تحسست أنفي فوجدت شيئا من الدم عالقا بالشعيرات الموجودة بداخله. ” ألمٌ نتيجة صراع النفس مع الريح من أجل إيصال الصوت كاملا . يواصل العربي باطما في نقس الصفحة ” أه .. إن صدري الآن يعاني ، لأني مصاب بقلة التنفس . ولقد عشت طيلة حياتي أخاف الاختناق ، وأتذكر بأني كتبت نصا عن الاختناق ونشرته في جريدة ” العلم ” . نعم . عشت طيلة حياتي لمَّا أرى السمكة ، وقد أخرجها الصياد من البحر، فتموت مختنقة أقول في نفسي بأنها ميتة صعبة …. ما أصعب الموت بالاختناق . ” ويختم الشاعر / المغني هذا المقطع المؤلم بهذا الرجاء الدعاء : ” رب خذني بما شئت. لكن رحماك ، أبعد عني الاختناق ” .. الألم ص : 30 

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة