بقلم محمد فتحى: عمر سليمان..تكلم حتى نراك

بدون مقدمات.أرسلت هذا الموضوع في الثالث من مايو 2010 إلى الأستاذ إبراهيم عيسى للنشر في الدستور، وبعد أن وافق عليه عرفت أن هناك جهات سيادية تحفظت على نشره، وطلبت بطريقة ودية عدم نشره..ها هو نص الموضوع كما أرسلته
عمر سليمان .. تكلم حتى نراك
· رئيس المخابرات كان محظوظاً بالظهور في ظل نظام 
يحرص على عدم ظهور أي بديل من أي نوع
· عمر سليمان مرشح (عاطفي) للرئاسة فلا نحن نعرف كيف يفكر ولا هو كشف عن رؤية سياسية، واهتمام الناس به يشبه اهتمامهم برأفت الهجان  
· جنرال الظل يشبه البرادعي لن يستطيع الترشح إلا من خلال حزب أو بتغيير الدستور
· كل المؤشرات تقول أن عمر سليمان – لو جاء رئيساً – سيصبح صورة من مبارك..فلماذا التفاؤل به؟؟
محمد فتحي
لو أن الأمر بيدي لأطلقت على عملية صعود اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية من رجل في الظل يحيط به الغموض، ولا يكاد أحد يعرف اسمه بحكم منصبه، إلى المرشح الدائم على ألسنة المراقبين والمحللين والصحفيين والدوائر العالمية وحتى جروبات الفيس بوك لمنصب نائب الرئيس، بل ورئيس الجمهورية كخليفة للرئيس مبارك .. عملية " اللمبة السهاري".
عمر سليمان هو الضوء الخافت الذي لا تستطيع أن تتجاهله، أو تتجاهل أهمية وجوده. ضوء تشعر به ولا تشعر بتأثيره إلا في حالات محددة حين يكون الظلام بطلاً. ضوء قد يجعلك تظن أنه غير موجود أحياناً لكنك تدرك أهميته حين تجد أنه الأطول عمراً والأكثر بقاءً. ضوء يكشف ولا يفضح، وقد كان رئيس المخابرات المصرية محظوظاً بدرجة كبيرة حين سمح له نظام مبارك بالظهور، وهو الذي عرف بعدم سماحه بظهور رجاله من حوله إلا بحدود من يتعداها يخرج من الدائرة بوسيلة أو بأخرى إما بالإبعاد أو بالتحجيم، وهو ما حدث مثلاً في حالة المشير أبو غزالة رحمه الله، وحالة د.أسامة الباز الذي طال خلاف – أو فلتقل زعل - الرئيس منه رغم كونه لا يزال (نظرياً) مستشاره السياسي.
يمكنك طبعاً رصد هذا الصعود على مستوى التحركات السياسية قبل المستوى الإعلامي، فالرجل الذي قيل أنه حذر من محاولة اغتيال الرئيس مبارك في (أديس أبابا)، وأنه أصر على اصطحاب سيارة الرئيس المصفحة، بل وفي بعض الروايات ركب مع الرئيس في نفس السيارة وحماه بجسده لحظة إطلاق النار وأمر السائق بالعودة إلى المطار كل المعلومات التي عرفناها عنه كانت من خلال الصحافة الأمريكية والإسرائيلية التي تتعامل مع الرجل باحترام كبير، وبكونه جنرال الظل القادم بقوة إلى قصر الرئاسة، وربما كانت الأحداث السابقة دافعاً لدى الرئيس للاعتماد بصورة أكبر على عمر سليمان واعتباره من دائرة رجاله المقربين في وقت لم نكن نعرف فيه عن الرجل أي شئ، وكان منصبه في الأساس محاط بالغموض فقد سبقه ثلاث رؤساء مخابرات لم يعرف أحد أسمائهم أساساً، ولم يحظوا بهذه الدرجة من الاهتمام الإعلامي أو الملاحقة بالتكهنات السياسية، وهو الاعتماد الذي جعل الرئيس يصطحب عمر سليمان معه في بعض مؤتمرات القمة العربية ليظهر في خلفية المشهد، قبل أن يصبح اسمه قاسماً مشتركاً في لقاءات واجتماعات الرئيس، ويقدم في وسائل الإعلام الرسمية بوصفه( الوزير) عمر سليمان، وحتى هذا الوصف تغير في الفترة الأخيرة ليصبح اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة. كل ذلك يبدو منطقياً في ظل تولي الرجل لملف القضية الفلسطينية إضافة لما لا نعرف أنه يتولاه.
لكن ما هو ليس منطقياً بالمرة هي حالة التفاؤل الغريبة بالرجل، وتصدره لقائمة مرشحي كثير من الناس للرئاسة، وكونه البديل الأوفر حظاً للرئيس مبارك في حالة عدم ترشحه لأسباب عديدة، فالرجل يمكن اعتباره مرشحاً (عاطفياً) من قبل الذين يرشحونه، فلا نحن نعرف كيف يفكر، ولا هو تحدث حتى نراه، وكل مواقفه غير معلنة، كما أنه ليس بدرجة الظهور الإعلامي الذي يسمح لنا من خلاله بمعرفة ما يدور في رأسه، ولن نتمادى ونقول برنامجه لأن الرجل أساساً لم يرشح نفسه أو يعلن نيته في الترشح، بل ويكاد يكون متشابهاً مع البرادعي الذي لا يمنحه القانون حق الترشح إلا من خلال حزب سياسي ينضم إليه ويصبح أحد أعضاء لجنته العليا، وكذلك عمر سليمان الذي لم يعرف عنه انضمامه لأي حزب ، ولم يشاهد ولو لمرة في أي اجتماعات للحزب الوطني الحاكم والمتحكم والمسيطر، ويكاد يكون متشابهاً مع حالة عمرو موسى الذي أعجب به الناس لمواقفه فرشحوه وظل هو يموع الأمر إلى أن قال أنه لن يرشح نفسه، لكننا في نفس الوقت لم نرى موقفاً واضحاً جلياً لرئيس المخابرات المصرية يدعو الناس لهذا الالتفاف المزعوم، والترشيح العاطفي، وأغلب الظن أن هذا الترشيح قائم على الصورة الطيبة في أذهان الناس لجهاز المخابرات المصرية بشكل عام، وهي الفرضية التي إن صحت – وغالباً هي صحيحة للأسف – فستعني أن كل من يرشحون عمر سليمان هم معجبون في الأساس بخلفيته المخابراتية، وهو هذا الإعجاب الذي لا يختلف كثيراً عن إعجابهم برأفت الهجان أو جمعة الشوان عند الناس البسطاء، أو نموذج (محسن ممتاز) و (الريس زكريا) وهم أشهر ضابطي مخابرات في الدراما المصرية، أما ما عدا ذلك فلا يوجد تفسير منطقي واحد، ولم يعرف أو يسمع أو حتى يشم عن اهتمام من الرجل أو انخراط في القضايا الداخلية باشتباكاتها المتعددة، ولو أضفت إلى ذلك اعتبار الرجل وزير خارجية موازي يرسله الرئيس كمبعوث شخصي في العديد من المهام سنجد أنفسنا امام شخصية عادية جداً ليس لديها سوى الرصيد العاطفي في الترشيح مع اعترافنا بكفاءتها وإخلاصها في عملها.
وعلى الرغم مما يردده البعض حول كون عمر سليمان وجهاً مقبولاً في المؤسسة العسكرية، فإننا نسأل : هل تدعم المؤسسة العسكرية ترشيح عمر سليمان لو قرر ذلك، فالمخابرات تختلف تماماً عن الجيش وتكاد تكون بعيدة عنه في اختصاصاتها وتشابكاتها.صحيح أن اللواء عمر سليمان تولى من قبل رئاسة المخابرات العسكرية، وتولى من قبلها التخطيط في القوات المسلحة إلا أن كل ذلك كان منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاماً ابتعد بعدها تماماً عن شئون المؤسسة العسكرية ليتولى ملفات مختلفة، وقد يقول قائل أن هذه المهارات التي لابد وأن يكون اكتسبها عمر سليمان من عمله في الظل هي المؤهلة له لكي يكون رئيساً مناسباً لدولة مثل مصر في المرحلة القادمة، لكننا – بقليل من التفكير المنطقي – سنجد أنه أصلاً لم يتكلم حتى هذه اللحظة، ولم يصرح أو يلمح بأي شئ في هذا الصدد، إضافة – وهذا هو المهم – إلى أن اللواء عمر سليمان يشبه في صعوده بشكل كبير صعود الرئيس مبارك نفسه، فمن رجل في الظل إلى نائب رئيس جمهورية فرئيس جمهورية كان حال مبارك، وعمر سليمان يبدو وكأنه سيصبح نائباً عما قريب بشرط ألا يدخل تحت طائلة عناد الرئيس الذي يجعله أحياناً يخالف كل التوقعات مهما كانت منطقية لكي لا يعرف أحد ما في رأسه، وبذلك لا نعرف كيف يتفاءل الناس بتكرار تجربة صعود رجل يشبه إلى حد كبير الرئيس مبارك، فقد جربنا الأصل، ولا نحتاج إلى نسخ أخرى من نفس الشخص.
عموماً نحن نحتاج من شخص يرشحه كثيرون لرئاسة الجمهورية أن يتكلم، وأن يظهر أكثر، ونحتاج – لو لم يحدث ذلك – لإغلاق هذا الملف إلى الأبد، فليس جميلاً أن نجري وراء الوهم وهو يصر على أن يكون وهماً..
ويا سيد عمر سليمان..
تكلم ..
حتى نراك.

تعليقات

  1. غير معرف9/07/2014 09:21:00 م

    Have you ever thought about writing an e-book or guest authoring on other blogs?
    I have a blog based on the same topics you discuss and would really like to have you share some stories/information. I know my audience would value
    your work. If you're even remotely interested, feel free to send me
    an e-mail.

    Look at my weblog ... pillole allungamento pene.pdf

    ردحذف
  2. رائع .. يعطيك العافية

    ردحذف
  3. المناصب خارج الجمهورية:-
    رئيـس قسـم العـلاج الطبيـعي – بمؤسسة حمد الطبية 1984 حتى 1992 – الدوحة – قطر.

    ­ مناصب وظيفته داخل الجمهورية:-
    رئيس قسم العلاج الطبيعى مستشفى مبرة المعادى من 1972 حتى 1979
    أخصائى علاج طبيعى – النادى الأهلى الرياضى من 1972 حتى 1979.
    أخصائى العلاج الطبيعى – مركز العجوزة العسكرى التأهلى من 1979 حتى 1982.

    ­ الخبرات الأكاديمية:-
    تدريس المقررات التالية على مستوى ( البكالوريوس والدبلوم والماجستير والدكتوراه):
    العلاج الطبيعى لأمراض الأطفال
    الوراثة لعلاج الطبيعى
    وسائل العلاج الطبيعي
    تأهيل الأطفال
    تحكيم الأبحاث العلمية المنشورة في المجلات العلمية بمجال العلاج الطبيعي.
    الإشـراف على رسائل الماجسـتير والدكتـوراه في العلاج الطبيعـــي.
    تقييم رسـائل الماجسـتير والدكتـوراه فـي العلاج الطبيعى.
    المشــاركة في مراجعـة وتحديث مناهج العـلاج الطبيعي بالكلية .
    إجراء أبحاث فى مجال تأهيل الأطفال.


    دكتور علاج طبيعي الشيخ زايد

    ردحذف
  4. Whoa this weblog is wonderful i love studying your articles. Stay up the great work! You realize, a lot of individuals are hunting round for this info, you could help them greatly. http://agorazoellinika.org

    ردحذف
  5. Hello! I simply would like to make a enormous thumbs up for your great info you’ve got here for this post. I will be returning to your website to get more detailed soon. http://agorazoellinika.org

    ردحذف
  6. Way cool! Some extremely valid points! I appreciate you writing this
    article and the rest of the site is also really good. agen slot joker123

    ردحذف
  7. I wanted to create you a little bit of note to be able to thank you as before on your gorgeous things you have shown in this case. It was quite seriously open-handed with you in giving unreservedly just what numerous people could possibly have supplied as an electronic book to generate some profit on their own, principally considering the fact that you might have tried it if you ever considered necessary. Those inspiring ideas also acted as the easy way to realize that other people have the identical fervor just like my very own to understand lots more in terms of this condition. I think there are millions of more enjoyable opportunities up front for folks who read through your blog. click my site here – alternative medicine  portuguese passport

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة