بيتزا أدوات المائدة .. أفعال ميكانيكية مصرية

تدوينة كنت شرعت فى كتابتها منذ فترة .. أضعها كما هى بدون خاتمة .. عل الأوضاع تتغير

 أشرت فى عدة تدوينات سابقة لتلك العادات الغذائية التى أستمتع بمراقبتها وتحليلها وربطها بالثقافة العامة والتغيرات الإجتماعية فى مصر أنا لست ضد أحد ولا أسعى لإثبات شىء واضح على الأقل حتى هذه اللحظة. أنا إنسان تصادف أن أولد وأعيش فى مصر التى سموها وقسموا حدودها منذ قرون لا دخل لى بها، ولا أنا معها كتصنيف للبشر على أسس جغرافية ومسميات وضعت فى الماضى لنعت أجزاء على الخريطة
ناقشنى العديد من الأصدقاء فى نقطة أشرت إليها سابقا حول تحول الأطباق الفرعية لأطباق رئيسية على المائدة المصرية عندما كتبت إننا الدولة الوحيدة التى تسمع فيها الرد على سؤال "طابخالنا إيه النهاردة ؟" .. "مكرونة". فقط مكرونة .. ليست مكرونة بكرات اللحم أو بالمأكولات البحرية أو أو أو .. هى فقط مكرونة بالصلصة وأحيانا يضاف للمكرونة المسلوقة ملعقة من السمن والكثير من الفلفل الأسود كنوع من أنواع التغيير تمشيا مع ثقافة الفقر العامة، ليصبح كيس المكرونة أمل وحلم ورفاهية
بالمناسبة هل تعرفون إن هناك قطاعا عريضا من المصريين يطبخون بصلصلة مصنوعة من عجينة الفلفل الرومى الأحمر؟ فى أوقات  غلاء الطماطم؟ والتى تكسب الطبيخ لونا بلا طعم
لست من مهاوييس البيتزا ولكننى على الأقل أعرف طقوس أكلها، مع الوضع فى الإعتبار وتحييد الأخوة عاشقى "الكوكتيلات" الغريبة والخلطات العجيبة مثل مشروب الفانتا على الأرز -حقيقة- وما إلى ذلك من حب العجن اللامنطقى والمقبول فى نفس الوقت إن كان صاحبه لن يفرضه عليك
فى كل مطاعم البيتزا التى أقصدها داخل مصر أجدنى وحيدا .. فريدا .. همجيا فى نظر الجميع .. وقد تمتد النظرات للجالسين على طاولتى من الأصدقاء ولسان حالها .. كيف تشركون هذا الهمجى معكم فى طاولة بيتزا راقية تستخدم أدوات المائدة وهو الماسك لشرائح البيتزا المثلثة بيده المجردة فى منظر مقزز وغير حضارى
الأمر كله لا يعدو كونه تلبسا للحالة .. نحن فى مكان عام .. نحن نأكل .. من المفترض اننا متحضرين .. إذن لا يوجد مفر من إستخدام أدوات المائدة .. حتى وإن كانت أهم قواعد ذلك المأكل عدم إستخدام تلك الأدوات، على مائدة قلما يحتضنها مطعما فاخرا .. فالبيتزا أكلة
سريعة لا يلتف حولها رجال الأعمال فى عشاء عمل مثلا ولا تحتفى بها بوفيهات الإحتفالات
أنا أستبعد حالة الإحداث -وإن كنت لا أنفيها- فحتى محدثى النعمة  أصبحوا أكثر ثقافة هذه الأيام .. هى وضعية ميكانيكية  .. مثل داخل الحمام فأنت ستقضى حاجتك من دون شك وهكذا
قياسا على ذلك .. هناك نظام فاسد .. من المفترض اننا أحرار .. إذا سنبتكر حركات تغيير والحركات تنبثق منها لجان، التى ستنقسم على نفسها لتنتج عدة حركات جديدة، بنفس التكتيك والخطاب بل والأشخاص .. نحن لا نسعى للتغيير بالقدر الذى نشعر فيه أن هناك نظام..  إذن هناك معارضة، هناك فساد .. إذن هناك تغيير بغض النظر عن الطرق الأدوات
من الممكن تطبيقها على الثورة فى ميدان التحرير
الناس فى الشارع .. ملايين .. عندهم إصرار على المطالب .. إذن هم عملاء لأمريكا وإسرائيل و إيران وحزب الله وبالطبع كفار ويأكلون الكنتاكى

تعليقات

المشاركات الشائعة