حركة الألتراس المصرية .. إلي اين؟

أعلم آن الجميع مصابين هذه الأيام بشغف التعرف علي كنه الألتراس وماهية تلك التجمعات، لما لمسوه من قوة تنظيم وشغف وولاء وإنكار ذات يتعدي كل الحدود مع إتساع دوائر المعرفة بمجموعات الألتراس وخروجها عن أوساط المهتمين بالرياضة خاصة مع زخم الثورة المصرية ودور الألتراس المميز خلالها
ما سأكتبه الأن ليس تعريفا بالحركة أو سعيا لكسب تأييد أو حشد مؤيد للفكرة، ولاكتابة تشبع الراغبين في المعرفة أكثر عنها، فما يشغلني الأن، وأنا المشارك في الحركية المصرية منذ بدء التكوين... المستقبل ولاشيء غيره
كنت قد أشرت هنا لتماسك الحركة دوليا، وإلتزامها بنسق موحد أو ماندعوه نحن بعقلية الألتراس التي يلتزم بها الجميع في صرامة، وتسقط توصيف المجموعات وكونها ألتراس في حالة عدم الألتزام ولو بتفصيلة قد تكون صغيرة وهامشية في نظر البعض والذي أدعوه أنا بالتنظيم المبدع للفوضي في ظل إنعدام المركزية وإنعدام التراتب الهرمي السلطوي داخل تنظيم مجموعات الألتراس
المتابع والراصد لحركة الألتراس دوليا وتاريخ المجموعات في العالم يجد متوالية تكرر نفسها في تطابق مذهل في جميع مدرجات العالم التي غزتها حركة الألتراس و هو بالظبط نفس النهج التي سارت عليه الحركة في مصر لا إراديا، والذي يشبه خارطة طريق دولية يمشي فيها الجميع نحو نضوج الحركة فكريا وإجتماعيا يؤهلها فيما بعد لرسم الصورة النهائية بعد ان يكون المجتمع قد تشبع وإعترف بوجود تلك الكيانات داخله
يبدأ الصراع كالتالي: فكرة من مجموعة صغيرة من الشباب المتحمس تكون نواة صغيرة لتجمع يحمل أفكار قوية ومطالب وأهداف يسعي إليها الجميع، ثم الصراع داخل المدرج للقضاء علي التجمعات الكلاسيكية والمرتزقة المسيطرين علي المشهد، ثم انخراط أفراد جدد بأعداد كبيرة بعد توحيد تلك الكيانات ودخول أفراد من طبقات اجتماعية جديدة تحمل أفكار وتتابع نماذج دولية ولها اتصالات بها عبر الانترنت أو الترحال خلف المباريات ثم النقطة الفاصلة نحو التحول الي محاربي السلطة القمعية بعد الصدام مع الأجهزة الأمنية الراغبة في قمع هؤلاء اللاسلطويين، ثم الصراع مع الإعلام الراغب في قمع كل الأصوات المعارضة للفساد والإتجار بمقدرات الجماهير وعزل اللعبة وتحجيمها جماهيريا بعد ان تكون قد شكلت قاعدة جماهيرية داخل الاستادات تؤهلها لتكون جماعة ضغط رياضية ضد رغبات المتاجرين بالرياضة وخارج سيطرة الأندية و النقطة الأهم لا يمكن  شراؤهم بأي طريقة ممكنة في مجتمع رياضي كل شيء يشتري فيه بالمال
السيناريو السابق من الصعب أن يخرج عنه تكوين أي حركية في أي دولة في العالم فهي نفس الخطوات الثابتة مع ظهور الألتراس في ستينات وسبعينات القرن الماضي الي أن يحدث تحرك مجتمعي ما - وقد لايحدث - وقتها تشرق شمس المشاركة المجتمعية لفصيل الألتراس ليعلن عن نفسه خارج المدرجات، ذلك التحرك الإجتماعي قد تكون ثورة غضب .. حرب .. تغيير إجتماعي .. إعتقالات بالجملة .. إلخ لما حدث عبر تاريخ الألتراس في العالم
لا أحد ينكر الدور التونسي و أثره في تكوين ودخول الحركة عربيا، حيث قدمت تونس نفسها كأخت كبري للحركة داخل الوطن العربي تبعتها المغرب وإن ظلت الريادة تونسية لعدة سنوات من عمر الألتراس العربي الذي لا يتعدي الثمان سنوات، ولاعجب ان السنة الأولي من عمر الحركة المصرية كان الجميع يغني باللهجة التونسية إلي أن تطور الأمر فيما بعد لتأليف الأغاني والألحان علي النسق المصري
وبالرغم من قوة الحركية التونسية إلي انها فشلت في تقديم نفسها كفصيل قوي مؤثر خلال الثورة التونسية بعكس المجموعات في الثورة المصرية، وقد يكون ذلك علي خلفية إنفصال مشجعي الكرة التوانسية عن المجتمع بالأساس طوال سنوات من القمع والترهيب
لايستطيع آحد انكار ايضا دور الالتراس المصري في كسر حاجز الخوف لدي قطاع عريض من الشباب الذين قضوا عمرهم تحت قانون الطواريء فعلي مدار خمسة سنوات من عمر الحركة في مصر واجهت المجموعات عنف وقمع و إعتقالات ومحاكمات من قبل النظام وأجهزته الآمنية ما زادتهم إلااصرارا علي موقفهم و إيمانهم بما يفعلوه ناهيك عن هجمات إعلامية شديدة كانت تهدف للقضاء عليهم في مهد الحركية
إضافة الي تبني بعض القضايا الداخلية علي خلفيات عالمية مثل قضية ضد الكرة الحديثة التي تسعي للقضاء علي تحكم رؤوس الأموال في كرة القدم وسيطرة وتوجيه الإعلام إلخ ، وعدد من القضايا العربية أهمها القضية الفلسطينية مما آكسب الحركة نضوجا سريعا عكس الحركات في تونس والمغرب
حتي الأن تصر مجموعات الآلتراس المصرية علي عدم الإعلان عن هوية سياسية -وإن كانوا يساريي الهوي- وعدم الجري وراء النماذج العالمية التي اعلنت عن توجهات وتيارات سياسية معلنة في لحظة ما في تاريخهم
كل مانعرفه الأن أن هناك فصيل قوي تنظيميا وعدديا يحمل فكرا لاسلطويا خالصا، لا يسعي لمكانة آو لدور ما في المشهد يعمل بكل تجرد وإنكار للذات في صمت من أجل الحرية
وعلي أساسه سعت مجموعات الألتراس في رسم علاقة جديدة مع الجهاز الأمني من خلال رسائل واضحه ان زمن القمع  إنتهي ولن نسمح برجوعه .. مرتفعين بسقف حريتهم الي عنان السماء في منطقة لم يصل إليها آحد بعد الثورة
 
ليس هناك من يستطيع التنبؤ بالمستقبل كل ما كنا نعرفه وعلي خلفيات تاريخية انه في حالة حدوث الثورة سيقف الألتراس في الصفوف الأمامية ، شخصيا آتمني زيادة مساحة طرح القضايا الوطنية والمجتمعية داخل الاستادات وهو ماقامت به المجموعات بالفعل علي هامش الاحداث الطائفية .. ولكنني واثق تماما اننا وصلنا الي نقطة لا نستطيع ان نتوقع ما سيحدث غدا

تعليقات

  1. عاش الالتراس

    ردحذف
  2. عاش يا جيمي ... عاش الالتراس ... عاش الوايت نايتس

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. أبدعت في التحليل واختيار الكلمات.. المجد للاسلطويين وفكر الألتراس :)

    ردحذف
  5. 1- انت ليه وصفت الالتراس انهم لا سلطوين بناء على ايه يعني؟؟؟!!!!!؟؟!

    2-في محافظات مفهاش التراس في مصر رغم كده طلعوا مظاهرات وكان في نتائج واسعه جداً في حربهم مع الامن المركزي وضد القمع و و زي مثلا محافظه زي البحيره اول جهاز امن دوله سقط كان فيها والبلد انهارت تماما فيها كل الاجهزه الأمنيه والمحليه فيها رغم ان مدينه مفهاش جروب التراس او حتي سيكشن لجروب

    3- هل انت شايف ان العقليه في مصر وصلت للحد اللي كل افراد المجموعات فيه فاهمين هما بيعملوا ايه؟؟؟؟ ومتفهمين الموضوع برمته وشكل عام!!!

    4-بالنسبة لكسر حاجز الخوف في مناطق شعبيه اصلا العنف اسلوب حياه فيها مش محتاجين الالتراس يكسرهلهم ....وبالنسبه لاعمال الشغب ضد الحكومه كان في اكتر من سبقه قبل الثوره زي تكسير قسم المنتزه والحروب في الاسواق الشعبية بين الحكومه والبياعين

    5-لو افترضنا جدلا ان 8 الاف رغم ان ده تهويل فرد التراس نزل اليوم ده من 8 مليون يبقي نسبتهم 0.0001%

    6-الثوره دي مش ثوره التراس او نشطاء او احزاب او زفت الثوره دي ثورة شعب لو هي ثورة نشطاء او احزاب كانت نتيجة الاستفتاء بقت مغايره للي طلعت

    ردحذف
  6. البحيره فيها وايت نايتس
    والثوره كانت ثوره التراس وشعب وكل حاجه احنا شاركنا فيها والكل شارك فيها وانا التراس ومش يرضيني انها تبقي ثوره الالتراس بس ومش دول شهداء الالترس ي مصر كلها مش عدوا 5

    ردحذف
  7. غير معرف6/20/2012 06:54:00 م

    عفوا أخي لديك بعض الأخطاء المعرفية :)

    ردحذف
  8. ياترى هى نفس الرؤية بعد المدة اللى عدت وكل اللى حصل فيها ؟

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة